next
 
 
  Video

English | Video

الحرب تعمل بجد

كم هي مجدةٌ الحربُ
                 ونشطة
                        وبارعة!
منذ الصباح الباكر
توقظُ صفاراتِ الانذار
تبعثُ سياراتِ اسعافٍ
الى مختلف الأمكنة
تؤرجحُ جثثاً في الهواء
تزحلقُ نقالاتٍ الى الجرحى
تستدعي مطراً من عيون الامهات
تحفر في التراب
تُخرجُ اشياءَ كثيرةً
                 من تحت الانقاض
أشياء جامدة براقة
وأخرى باهتة مازالت تنبض
تأتي بالمزيد من الاسئلة
الى أذهان الاطفال
تسلّي الالهة باطلاق صواريخ
وألعاب نارية في السماء
تزرعُ الالغامَ في الحقول
تحصدُ ثقوباً وفقاعات
تدفعُ عوائلَ الى الهجرة
تقف مع رجال الدين
وهم يشتمون الشيطان
(المسكين يده مازالت في النار تؤلمهُ)
الحرب تواصل عملها صباح مساء
تُلهمُ طغاةً لالقاء خطب طويلة
تمنحُ الجنرالات اوسمة
والشعراءَ موضوعاً للكتابة
تساهم في صناعة الاطراف الاصطناعية
توفرُ طعاماً للذباب
تضيفُ صفحاتٍ الى كتاب التاريخ
تحققُ المساواةَ بين القاتل والقتيل
تعلّمُ العشاقَ كتابةَ الرسائل
تدرّبُ الفتياتِ على الانتظار
تملأ الجرائدَ بالمواضيع والصور
تشيد دوراً جديدة  لليتامى
تنشّطُ صانعي التوابيت
تربتُ على أكتاف حفاري القبور
ترسمُ ابتسامةً على وجه القائد
انها تعمل بجد لامثيل له
ومع هذا لا أحد يمتدحها بكلمة.