....في زمانٍ يُصارحني: لَسْتَ مِنّي
وأصارحُه : لستُ منكَ ، وأَجهد أن أفهَمَهْ...
وأنا الآنَ طيفٌ
يَتشرَّدُ في مَهْمَهٍ
ويُخيّم في جمجمهْ.
ألفضاء مدىً يَتضاءَلُ ، نافذةٌ تناءَى،
والنّهارُ خيوطٌ
تتقطّع في رئتيَّ وتَرْفو المساءَ.
صخرةٌ تحت رأسي ، -
كلّ ما قلتُه عن حياتي وعن مَوتِها
يتكرّر في صمتِها.
أتناقضُ؟ هذا صحيحٌ
فأنا الآن زرعٌ وبالأمس كنتُ حَصاداً
وأنا بين ماءٍ ونارٍ
وأنا الآن جمرٌ ووردٌ
وأنا الآن شمسٌ وظِلٌ
وأنا لستُ ربّاً
أتناقَضُ ؟ هذا صحيحٌ ....
مُغلَقٌ بابُ بيتي
والظّلام لِحافٌ ، -
قمرٌ شاحبٌ حاملٌ في يديهْ
حفنةً من ضياءٍ ،
عجزت كلماتي
أن توجّهَ شكري إليهْ.
أغلقَ البابَ ، لا ليقيّدَ أفراحَهُ
.... لِيُحرِّرَ أحزانَهُ.
كلّ شيءٍ سيأتي ، قديمٌ
فاصْطحب غيرَ هذا الجنون – تهيّأْ
كي تَظلّ غريباً ...
لم تعد تُشرقُ الشمسُ : تَنْسلّ في خِفْيَةٍ
وَتُواري
قدميها بِقشٍّ ...
أتَوقّع أن يأتي الموتُ ، ليلاً
أن يُوَسّد أحضانَهُ
وردةً
تعبتْ من غبارٍ يُغطّي جبينَ السَّحَرْ
تعبتْ مِن زفير البشَرْ.